U3F1ZWV6ZTI1NzIyOTAyNjgzNTkwX0ZyZWUxNjIyODIzMTI5NDI3MQ==

مكارم الاخلاق في الإسلام

مكارم الأخلاق في الإسلام
مكارم الأخلاق في الإسلام

مكارم الأخلاق في الاسلام

مكارم الأخلاق في الإسلام 



 لقد دعا الله تعالى إلى مكارم الأخلاق في الإسلام وجعلها أسمى الغايات التي حملها النبي محمد عليه الصلاة والسلام للناس أجمعين ، حيث قال رسولنا الكريم : "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق"، ومكارم الاخلاق في الإسلام تتلخص في الأخلاق الحسنة ، التي دعا إليه الدين في القرآن والسنة لكن بشكل غير صريح ولكنه متوافق مع الفطرة الإنسانية .
فبالأخلاق التي هي عنوان الشعوب، ترتقي الأمة وتسود كافة الأمم ،  وقد حثت عليها جميع الأديان فهي أساس الحضارة ، ووسيلة للمعاملة بين الناس وقدنادى بها الشعراء في أبياتهم الشعرية ومنها أحمد شوقي حينما قال : « انما الامم الاخلاق ما بقيت .... فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا ..».



مفهوم الأخلاق لغة واصطلاحًا: 

الخلق لغة: هوما يكون عليه الطبع ولدين وسجية الإنسان ، وهو ما لا يكون في باطن الإنسان ، أما الصورة  الظاهرة فهو الخلق؛ لذلك كان من دعاء النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «... واهدِني لأحسنِ الأخلاق، لا يهدي لأحسنِها إلا أنت، واصرِفْ عني سيِّئَها، لا يصرِفُ عني سيِّئها إلا أنت» (رواه مسلم). ويوصَفُ المرءُ بأنه حسَنُ الظاهر والباطن إذا كان حسَنَ الخَلْق والخُلُق.

الخلق اصطلاحًا: وهو صورة  النفس الراسخةٍ والتي يصدرعنها الأفعال بسهولة ، بغير حاجة إلى فكر ولا روية ، وهذه الصورة  إما أن تصدرعنها أفعال حسنة، وإما أن تصدر عنها أفعال سيئة ، فإن كانت الصورة الأولى ، كان الخلق حسنا، وإن كانت الصورة الثانية، كان الخلق سيئا.

ويقول الإمام الغزالي رحمه الله : "الخلق هو صورة في النفس راسخة، فيها تصدر الأفعال بسهولة ، من غير حاجة إلى فكر وروية " .


مقومات الأخلاق :


1-العقيدة : العقيدة هي الإيمان، والمؤمنين الصحيح ايمانه هو الذي يكون الأحسن أخلاقا؛ فالعقيدة السليمة يتبعها حسن الخلق .
 2- الدعاء: فيلجأ المسلم إلى ربه، ليرزقه أحسن الأخلاق ، ويصرف عنه كل مكروه ، والنبي عليه الصلاة والسلام كان يقول في دعاء الاستفتاح: «... اهدني لأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها الا أنت، واصرف عني سيئها، لا يصرف عني سيئها الا أنت» (رواه مسلم)، وكان يقول: «اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء» (رواه الترمذي).
 3- محاسبة النفس : وذلك بمحاسبة  النفس باستمرار في حال ارتكابها  أخلاقًا ذميمة، ومجاهدتها على أن لا ترجع للخطأ ، مع أخذِها بمبدأ الثواب، فإذا أحسَنَت أراحها، وأرسَلها على سجيتِها بعض الوقت في المباح، وإذا أساءت وقصَّرت، أخَذها بالحزمِ والجد، وحرَمها مِن بعض ما تريد.
4- مجاهدة النفس : المجاهدة مطلوبة للإنسان ليتحصل على حسن الخلق فهي ليس بالأمر الهين ؛ قال تعالى : {والذين جاهدوا فينا لَنهدينهم سبلنا وإن الله مع المحسنين} .
5- التفكر في ما يترتب على حسن الخلق: فإن معرفة عواقب الأشياء، واستحضار ثمراتها، من أكبر الدواعي إلى فعلها،  والسعي إليها، والمرء إذا أراد مكارم الأخلاق، وأيقن أنها الأولى لنفسه ،أصبح سهلا عليه اكتسابها.
6- النظر في عواقب سوء الخلق: وذلك بتأمُّل ما يجلبه سوءُ الخُلق من الأسف الدائم، والهم الملازم، والحسرة والندامة، والبغضة في قلوب الخلق؛ فذلك يدعو المرءَ إلى أن يقصر عن مساوئ الأخلاق، وينبعث إلى محاسنها.
7- الحذر من يأس إصلاح النفس : فمن ابتلي بسوء الأخلاق، وحاول اصلاح عيوبه ولم يفلح يأس من إصلاح نفسه ، وترك المحاولة ، وهذا الشيء لا يجوز للمسلم، ولا يليق به ، بل ينبغي له أن يقوي إرادته وعزيمته ، وأن يسعى لتكميل نفسه ، وأن يجد في تلافي عيوبه ؛ فكم من الناس من تغير حاله، وعلت همته ، وقلت عيوبه بسبب مجاهدته، وسعيه، وجده، ومغالبته لطبعه.
 8- علو الهمة: علو الهمة يحتاج الجد والمثابرة، ، والترفع عن الدنايا ، والهمة العالية تبقى بصاحبها تنهيه عن مواقف الذل ، واكتساب الرذائل ، وحرمان الفضائل ، حتى ترفعه من أدنى دركات الحضيض إلى أعلى مقامات المجد والسُّؤدَد؛ قال ابن القيم رحمه الله : "فمن علَت همتُه، وخشعت نفسه، اتصف بكل خلق جميل، ومن دنت همته، وطغت نفسه، اتصف بكل خلق رذيل".
 9- الصبر: فالصبر من الأسس الأخلاقية التي يقوم عليها الخُلق الحسن، فالصبر يحمل على الاحتمال، وكظم الغيظ ، وكف الأذى، والحِلْم، والأناة، والرفق، وترك الطيش والعجلة.
 10- العفة: فهي تحمل على اجتناب الرذائل من القول والفعل، وتحمل على الحياء؛ وهو رأسُ كلِّ خير، وتمنع من الفحشاء.
11- الشجاعة: فهي تحمل على عزة النفس، وإباء الضيم، وإيثار معالي الأخلاق والشِّيم، وعلى البذل والندى الذي هو شجاعة النفس، وقوتها على إخراج المحبوب ومفارقته، وهي تحمل صاحبَها على كظم الغيظ، والحِلْم.
12- العدل: فهو يحمل على اعتدال الأخلاق، وتوسطها بين طرفي الإفراط والتفريط.
13- تكلُّف البِشْرِ والطَّلاقة، وتجنُّب العبوس والتقطيب: قال ابن حبان رحمه الله: "البشاشة إدامُ العلماء، وسجيَّة الحكماء؛ لأن البِشْرَ يُطفئ نار المعاندة، ويحرق هيجانَ المباغضة، وفيه تحصين من الباغي، ومنجاة من الساعي"، وقيل للعتابي: إنك تلقى الناسَ كلَّهم بالبِشْر، قال: دفعُ ضغينة بأيسرِ مؤونة، واكتساب إخوانٍ بأيسرِ مبذول.   وما اكتسب المحامدَ حامدوها *** بمثلِ البِشْرِ والوجهِ الطَّليق.


تعظيم الإسلام لحُسن الخُلق:


لم يعُدِ الإسلام الخلق سلوكًا مجرَّدًا، بل عده عبادةً يؤجر عليها الإنسان، ومجالاً للتنافس بين العباد؛ فقد جعله النبيُّ صلى الله عليه وسلم أساسَ الخيريَّة والتفاضل يوم القيامة، فقال: «إن أحبَّكم إليَّ، وأقربَكم مني في الآخرة مجلسًا، أحاسنُكم أخلاقًا، وإن أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم مني في الآخرة أسوَؤُكم أخلاقًا، الثَّرثارون المُتفَيْهِقون المُتشدِّقون» (السلسلة الصحيحة: 2/379). وكذلك جعَل أجر حُسن الخُلق ثقيلاً في الميزان، بل لا شيء أثقلُ منه، فقال: «ما من شيءِ أثقلَ في الميزان مِن حُسن الخُلق» (صحيح أبي داوود: 4799). 
وجعَل كذلك أجرَ حُسن الخُلق كأجرِ العبادات الأساسية، مِن صيام وقيام، فقال: «إن المؤمنَ لَيُدركُ بحُسن خلقه درجةَ الصائمِ القائم» (صحيح الترغيب: 2643)، بل بلَغ من تعظيم الشارع لحُسن الخُلق أنْ جعَله وسيلة من وسائل دخول الحنة؛ فقد سُئل صلى الله عليه وسلم عن أكثرِ ما يُدخِل الناسَ الجنَّةَ؟ فقال: «تقوى اللهِ وحُسن الخُلق» (صحيح الترمذي)، وفي حديث آخرَ ضمِن لصاحب الخُلق دخولَ الجنة، بل أعلى درجاتها، فقال: «أنا زعيمٌ ببيت في ربَضِ أطراف الجنَّةِ لِمَن ترَك المِراءَ وإن كان محقًّا، وببيتٍ في وسَط الجنة لِمَن ترَك الكذبَ وإن كان مازحًا، وببيتٍ في أعلى الجنَّة لمن حسُن خلُقه» (صحيح أبي داوود).
خلااصة :

إن الخُلق هو أبرز ما يراه الناسُ، ويُدركونه من سائر أعمال الإسلام؛ فالناس لا يرون عقيدةَ الشخص؛ لأن محلَّها القلبُ، كما لا يرون كلَّ عباداته، لكنهم يرَوْن أخلاقه، ويتعاملون معه من خلالها؛ لذا فإنهم سيُقيِّمون دِينَه بِناءً على تعامله، فيحكُمون على صحتِه من عدمه عن طريق خُلقه وسلوكه، لا عن طريق دعواه وقوله.وكما قال الشاعر:
(وإذا أُصيب القومُ في أخلاقِهم *** فأقِمْ عليهم مأتَمًا وعويلا).





تعليقات
15 تعليقًا
إرسال تعليق
  1. اللهم صل وسلم وزد وبارك على سيدنا محمد

    ردحذف
  2. عليه أفضل الصلاة والسلاام

    ردحذف
  3. موضوع جميل وبحاجة اليه شكرا

    ردحذف
  4. الاخلاق نعمة يهبها الله لمن يشاء

    ردحذف
  5. انما الامم الاخلاق ما بقيت فان هم ذهبت اخلاقهم ذهبوا

    ردحذف
  6. سئلت عائشة كيف كان خلق الرسول قالت كان خلقه القران
    علينا بالقران لتصحيح اخطائنا

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة