U3F1ZWV6ZTI1NzIyOTAyNjgzNTkwX0ZyZWUxNjIyODIzMTI5NDI3MQ==

قصة النبي محمد ﷺ (الجزء الأول)


قصة النبي محمد ﷺ (الجزء الأول)


قصة النبي الجزء الأول


اسمه ونسبه وآل بيته


هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان بن إسماعيل بن إبراهيم. نسل الرسول محمد ممتد في ذرية فاطمة بنت محمد وعلي بن أبي طالب.

آل البيت


 آل بيت رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- الأطهار، هم خاصّة الرّسول الكريم، وهم من وصفهم الله -تعالى- في كتابه العزيز بقوله: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) وكان لهم شرف السَّبق في نصرة العقيدة الإسلاميّة ونشر الهداية، وتحمّلوا مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مع جماعة من المسلمين ضريبة الثّبات على الدّين؛ فسجّل لهم التّاريخ مِداداً ناصع البياض، وتضحيةً وجهاداً وعلماً واستقامةً وشهامةً، وأوصى النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بهم غير مرّة، وأثنى عليهم في عدّة مواقف، والمسلمون من شتّى المذاهب يبجّلون آل البيت الأخيار، ويعترفون لهم بالفَضْل والمكانة، ويذكرون سيرتهم العطرة وتضحياتهم الجليلة، لا سيما أنّها سيرة تُقدّم النماذج التي تحتاج الأمّة إلى أمثال أصحابها ومواقفهم.


مولد محمدﷺ


مولده


ولد نبينا الهادي محمد صلى الله عليه وسلم في مكة المكرمة يتيم الأب فقد توفي أبوه عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر وهو مازال في بطن أمه السيدة أمنة بنت وهب والتي كانت تحدث بأنها لما حملت به سمعت هاتف يقول لها أنك حملت بسيد الأمة فإذا وقع على الأرض فقولي إني أعيذه بالواحد من شر كل حاسد وسميه محمد وأنها لم تمر بما تعاني منه النساء من ثقل وتعب في الحمل والولادة وفي يوم الأثنين في أوائل شهر ربيع الأول بعام الفيل والذي يصادف سنة 571 ميلاديا .

ولادة النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت ولادة النبي من أكثر الدلائل والمؤشرات على نبوته وعظم شأنه فقد روي عن السيدة أمنة أم رسول الله عليه الصلاة والسلام أنها حين وضعته رأت نور يخرج من فرجها أضاء مشارق الأرض ومغاربها حتى أنه أضاء قصور الشام كما جاء على لسان أم عثمان بن أبي العاص لما حضرت ولادة رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت البيت حين وضع قد أمتلأ نور والنجوم تدنو حتى ظننتها سوف تقع علي وغيره من العلامات المبشرة بالرسالة والنبوءة  فقد روى حسان بن ثابت أنه لما كان في عمر السابعة أو الثامنة أي يعي ويعقل كل ما يسمع سمع يهوديا يصرخ بأعلى صوته في يوم ميلاد النبي وينادي على معشر اليهود حتى ألتفوا حوله فقالوا له ويلك ما لك فأجاب قائلا طلع الليلة نجم أحمد الذي ولد به.

مولد النبي مكتوب


توفيت أم النبي الكريم وهو مازال في السادسة من عمره وتكفل برعايته جده عبد المطلب وكان دائم الترديد بأن حفيده سوف يكون له شأن عظيم حتى لاقته المنية وكان لا يزال سيدنا محمد في عمر الثامنة وأسندت رعايته لعمه أبو طالب والذي راعاه وأهتم لأمره كثيرا وكان صلوات الله وتسليمه عليه يشتهر بالعديد من الخصال المحمودة حتى أنه لقب بالصادق الأمين قبل هبوط الوحي عليه بالرغم من نشأتها في أجواء يعمها الجهل والرذيلة والوثنية إلا أنه لم يتأثر بتلك البيئة المحيطة به بل كان منذ نعومة أظافره كريم الأخلاق وكان يرفض الخمر ولا يأكل الذبائح المخصصة للأصنام ولا يقوم بالطقوس التعبدية لها ولا يذهب لمجالس العزف والحفلات التي يقيمها أشراف وسادة قريش آنذاك كما أشتهر بنصرة الضعفاء والوفاء بالعهد وإكرام الضيف وخلافه من الشمائل الطيبة. شعر للرسول قسماً بنور المصطفى و جماله لم يخلق الرحمن مثل صفاته المسك و الكافور من عرق النبي والورد و الياسمين من وجناته , يا عاشقين محمداً و جماله صلوا عليه فتسعدوا بصلاته , اللهم صل على محمد و آل محمد , متباركين بمولد النـور .

نشأته

اقتضت حكمة الله - تعالى -أن يُنشِّأَ خاتم أنبيائه وأكرم رسله تنشئة خاصة، فهيأ له من الأسباب أفضلها، ومن الأحداث أخيرها، كي يسير وفق المنهج الذي أراده الله له. فكيف كانت نشأته -صلى الله عليه وسلم-، وكيف كانت بداية حياته؟... نشأ -صلى الله عليه وسلم- في أسرة كريمة وعريقة هي الأسرة الهاشمية التي هيأت له أسباب الرعاية، واهتمت به اهتماماً بالغاً بسبب يتمه، فقد مات أبوه وهو في بطن أمه، فتولى أمره جده عبد المطلب، فاعتني به أفضل عناية ورعاه حق الرعاية، وأختار له من المرضعات أكفأهن، فاسترضع له امرأة من بني بكر وهي حليمة السعدية فنشأ أول حياته في بادية بني سعد، فأولته حليمة عنايتها وحرصت على بقائه عندها حتى بعد إكمال السنتين، لما رأت من البركة في وجوده بينهم، فجاءت به لأمه -بعد أن أكمل سنتيه- وأقنعتها بأن يرجع معها، قالت حليمة: وهي تروي خبرها، فقدمنا به على أمه، ونحن أحرص على مكثه فينا، لما كنا نرجو من بركته، فكلمتُ أمه، وقلت لها: لو تركت ابنك عندي حتى يشتد عوده، فإني أخشى عليه وباء مكة، قالت فلم نزل بها حتى ردته معنا. وهكذا بقي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بني سعد، حتى كانت السنة الرابعة أو الخامسة من مولده، فوقعت له حادثة شق الصدر، وقد روى وقائع هذه الحادثة الصحابي أنس -رضي الله عنه-، كما في "الصحيحين" قال: أتاه جبريل، وهو يلعب مع الغلمان، فأخذه فصرعه فشق عن قلبه فاستخرج القلب، واخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك، ثم غسله في طست من ذهب بماء زمزم ثم لأمه -أي خاطه-، ثم أعاده إلى مكانه، وجاء الغلمان يسعون إلى أمه -يعني مرضعته- فقالوا لها: إن محمداً قد قتل، فاستقبلوه وهو منتقع اللون -أي قد تغيَّر لونه . 

فخشيت عليه حليمة بعد هذه الحادثة، فردته إلى أمه، فمكث في رعايتها إلى أن بلغ من العمر ست سنين، فتوفيت أمه، فكفله جده عبد المطلب فحنَّ عليه ورقَّ له رقة شديدة، حتى إنه من شدة حبه له واعتنائه به، كان يقدمه على سائر أبنائه ويؤثره عليهم، ولما بلغ من العمر ثماني سنين توفى جده عبد المطلب، فكفله عمه أبو طالب وقام بحقه حق القيام، فضمه إلى أولاده، وقدمه عليهم واختصه باحترام وتقدير زائدين، واستمر أكثر من أربعين سنة يعزز جانبه، ويبسط عليه حمايته، ويُصادق ويُخاصم من أجله.

أما من ناحية الأعمال التي كان يقوم بها -صلى الله عليه وسلم-، فلم يكن له عمل معيَّن في أول شبابه، إلا أن الروايات تواترت في أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يرعى الغنم في بني سعد وفي مكة لأهلها. ولما بلغ الخامسة والعشرين من عمره خرج تاجراً إلى الشام في مال لخديجة -رضي الله عنها-، ولما رجع إلى مكة، ورأت خديجة في مالها من البركة والأمانة ما رأت، رغبت في الزواج منه، فتزوجها، وكانت أول امرأة تزوجها -صلى الله عليه وسلم-، فكانت خير معين له على أعباء الحياة، ومن ثَمَّ على أعباء الرسالة، لمَاَّ نزل عليه الوحي. وبالجملة: فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- نشأَ نشأة خاصة، تحت العناية الإلهية، فكانت فيه خير صفات الخلق، فامتاز في قومه بصفات حميدة، وأخلاق فاضلة، وشمائل كريمة، فكان أفضل قومه مروءة، وأحسنهم خُلُقاً، وأصدقهم حديثاً، وأكثرهم أمانة، حتى سماه قومه "الأمين". وكان كما وصفته أم المؤمنين خديجة -رضي الله عنها-: يحمل الكَلَّ، ويكسب المعدوم، ويُقري الضيف، ويُعين على نوائب الحق .

صفات النبي


صفات النبي الخُلقية:

1.      التواضع : كان الرسول صلى الله عليه وسلم متواضعاً بعيداً عن الكبر وظهر ذلك عندما كان يسافر مع أصحابه، حيث كان يساعدهم دوماً على حمل الأمتعة، وتحضير الطعام، كما أنه كان يأكل الطعام مع الخادم على نفس المائدة، وهذا دليل واضح على أنه كان لا يعامل الناس بفوقية كونه رسولا.
2.      المبادرة : كان الرسول صلى الله عليه وسلم مبادراً في إلقاء التحية والسلام، فعندما كان يلتقي بأحد يبادر بإلقاء التحية عليه، ويسأله عن أحواله، وأولاده، وصحته.
3.      مساعدة الناس: كان الرسول صلى الله عليه وسلم يصغي للمحتاجين عندما يلجأون إليه، ويوجه إليهم النصائح، ويوجههم، كما كان يساعد الفقراء، ويزودهم بما يحتاجونه.
4.      المعاملة الحسنة لزوجاته:  كان الرسول صلى الله عليه وسلم يعامل زوجاته معاملة حسنة، حيث كان يشاورهن، ويستمع لآرائهن، ويبادلهن الأحاديث الطويلة، كما كان يساعدهن في أعمال البيت.
5.      الاعتماد على النفس: عندما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يذهب إلى السوق يعتمد على نفسه؛ حيث كان يحمل بضاعته بيديه، كما كان ينظف بيته بنفسه.
6.      العدل:  كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عادلاً، فقد كان يحقق، ويمجد العمل الطيب، ويثنى على صاحبه، كما كان يبطل الباطل، ويوجه صاحبه.

صفات النبي الخَلقية:

*
فيما يتعلّق بشكله الخارجي، فاتصف بالجمال ووصف بما يأتي: 
*
*      متوسط القامة؛ لا طويلاً ولا قصيراً
*      جسمه ضخم
*      دائري الوجه
*      شعره بين البينين لا مجعد ولا ناعم
*      وذو بشرة بيضاء تشع نوراً
*      أصابعه طويلة
*      صوته جميل
*      أبيض الإبطين، وهذه إحدى علامات النبوة
*      شعره طويل يصل إلى الجزء السفلي من أذنه
*      ضخم المفاصل
*      عريض الأكتاف
*      واسع الجبين
*      أسود العينين
*      حاجباه مقوسان متصلان اتصالاً خفيفاً
*      واسع الفم
*      ضخم القدمين
*      رائحته جميلة و طيبة كرائحة العنبر و المسك

الاخلاق


أخلاق النبي


تمثلت في شخص رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمى مكارم الأخلاق، وتجمعت فيه كل الصفات الحميدة، فتعلق الناس به، وتركوا في حبه كل ما كان يربطهم بحياة الجاهلية الأولى، ولذا أثنى الله سبحانه وتعالى عليه بما لم يثن على نبي من أنبيائه، فقال تعالى: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾.
وهذه بعض الصفات التي امتاز بها الرسول صلى الله عليه وسلم وقربته إلى القلوب، نوجزها فيما يلي:

كرم النبي

 لقد كان كرم النبي صلى الله عليه وسلم لوناً جديداً لم يعرفه العرب، ولم يألفه غيرهم، فلم يكن كرمه لكسب َمحمَدة أو اتقاء منقصة، ولم يكن للمباهاة أو الاستقلال، أو لاجتلاب المادحين، بل كان في سبيل الله وابتغاء مرضاته، كان في حماية الدين، وفي مؤازرة الدعوة، وفي محاربة الذين يصدون عن سبيل الله، فهو يعطى أحوج ما يكون إلى ما يعطيه، ويبذل الكثير وهو محتاج إلى القليل، وكان ينفق في سبيل الله ما استطاع أن ينفق، وهو يستقل ما أنفق، وكان يعطى العطاء الجزيل، فلا يستكثر ما أعطى، وما سئل عن شيء قط إلا أعطاه، وكان يستحى أن يرد سائله خالي اليدين. أتاه صلى الله عليه وسلم رجل فسأله، فأعطاه غنماً سدت ما بين جبلين، فرجع إلى قومه وقال: أسلموا فإن محمداً يعطى عطاء من لا يخشى الفاقة وحمل إليه صلى الله عليه وسلم تسعون ألف درهم، فوضعها على حصير، ثم قام فقسمها فما رد سائل حتى فرغ منها.

صدق النبي

فهو صلى الله عليه وسلم صادق مع ربه، صادق مع نفسه، صادق مع الناس، صادق مع أهله، صادق مع أعدائه، فلو كان الصدق رجلاً لكان محمداً صلى الله عليه وسلم، وهل يُتعلم الصدق إلا منه صلى الله عليه وسلم وهل ينقل الصدق إلا عنه صلى الله عليه وسلم فهو الصادق الأمين في الجاهلية والإسلام، أجمع الذين عرفوا النبي صلى الله عليه وسلم وخالطوه منذ صباه على أنه صادق أمين، لم يسمعوا من فمه أكذوبة قط، ولم يشكوا في خبر من أخباره، أو يستريبوا في قول من أقواله، لكن قريشاً التي وثقت واطمأنت إلى صدقه في صلاتها به ومخالطتها له، ناقضت نفسها، فكذبت نبوته وأنكرت رسالته، فلو أن الذين كذبوه احتكموا إلى ثقتهم به وتجاربهم معه، لعلموا أن الذى يصدقهم الأحاديث والأقوال لا يستطيع أن يكذب على الله. ولو أنهم كشفوا عن قلوبهم ما ران عليها من حجب العناد والضلال، والحرص على منافع الدنيا وشهواتها، لأيقنوا أن النبي يدعوهم إلى الحق والخير وفق ما تقتضيه الفطرة الصحيحة والعقل السليم .

صبر النبي

كان النبي صلى الله عليه وسلم أصبر الناس على الأذى، وكان حظه من البلاء هو النصيب الأوفر، فقد قضى ثلاثاً وعشرين سنة، يدعوا إلى التوحيد الخالص عبدة الأوثان واليهود والنصارى، دعوة قوية لا يخفت صوتها، ولا ينقطع صداها، وهم يجدون في هذه الدعوة تسفيها لعقولهم ولآلهتهم، وتقويضاً لسلطانهم ونفوذهم ونظمهم، فيحشدون قواهم لوأدها، أو لتعويق انتشارها، فلا يزداد الرسول صلى الله عليه وسلم إلا حماسة لدعوته وإصراراً عليها، وكلما أمعنوا في إيذائهم له، احتمله في ثبات وجلد وصبر، حتى صار أعداء الأمس أصدقاء اليوم، وأقبل المشركون على دين الله أفواجاً يحملون شعاره، ويفدونه بأغلى ما يفتدى به عزيز. فالصبر درعه وترسه وصاحبه وحليفه، كلما أزعجه كلام أعدائه تذكّر ﴿ فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ ﴾ ، وكلما بلغ به الحال أشدّه والأمر أضيقه تذكّر ﴿ فَصَبْرٌ جَمِيلٌ ﴾، وكلما راعه هول العدو وأقضّ مضجعه تخطيط الكفار تذكّر﴿ فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ ﴾.

عدل النبي


كان النبي صلى الله عليه وسلم أعدل الناس، فقد استقى عدله من التربية الإلهية، والأخلاق القرآنية، فكانت فطرته السليمة مهيأة للعدل منذ شبابه، وكيف لا وهو المبلغ للشريعة، والمنفذ لها، وهو القاضي الأول الذي يطمئن المسلمون إلى أحكامه، ويقتدون بها، فمن يعدل إذا هو لم يعدل؟ إن عدل رسول الله وسع القريب والبعيد، والصديق والعدوّ، والمؤمن والكافر، عدلٌ يزن بالحقّ ويقيم القسط، بل ويحفظ حقوق البهائم والحيوانات، إلى درجة أن يطلب من الآخرين أن يقتصّوا منه خشية أن يكون قد لحقهم حيفٌ أو أذى، وهو أبلغ ما يكون من صور العدل. وفي ظلال المنهج العادل للنبي صلى الله عليه وسلم عادت الحقوق إلى أصحابها وعلم كل امرئ ما له وما عليه، وشعر الناس مسلمهم وكافرهم بنزاهة القضاء وعدالة الأحكام، بعد أن وضع صلى الله عليه وسلم نظاماً رفيعاً وسنّة ماضية تقيم الحقّ وتقضي بالعدل، منهجٌ فيه النصرة للمظلوم، والقهر للظالم الغشوم، فلا الفقير يخشى من فوات حقّه، ولا الغني يطمع في الحصول على ما ليس له، ولا الشافعون يطمعون فيدرئوا  حدٍّ من حدود الله تعالى.

عفو النبي


ما أعظم عفو النبي صلى الله عليه وسلم عن الأعداء، فقد مثل عفو الإسلام خير تمثيل، وأفهم الجميع أن الإسلام جاء يريد الخير للجميع، لأوليائه وأعدائه جميعاً، وليس ديناً يحقد على أحد، وليست بعض ممارساته الصارمة نابعة عن القسوة، وإنما هي نابعة من روح تعميم العدالة على الجميع. فقد اشتد أذى المشركين للرسول صلى الله عليه وسلم يوم أحد، إذ قتل عمه حمزة رضى الله عنه ومثل بجسده الشريف، وقتل العشرات من المسلمين، فتقدم بعض الصحابة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، واقترحوا عليه أن يدعوا على المشركين ليعذبهم الله بعذاب من عنده، كما كان يعذب المشركين الأولين بدعوة أنبيائهم عليهم، لكن النبي صلى الله عليه وسلم امتنع عن ذلك وقال: إني لم ابعث لعاناً ولكن بعثت داعياً ورحمة.  

ومن عظيم عفوه صلى الله عليه وسلم معاملته مع أهل مكة، أهل الشرك والكفر، الذين قتلوا أصحابه، وأنصاره، وأقرباؤه في عشرات الحروب والذين أخرجوه صلى الله عليه وسلم من مسقط رأسه الشريف، وبلد الله وبلد آبائه، والذين عذبوا المهاجرين بأنواع التعذيب وقتلوا العديد منهم، والذين تآمروا على قتله صلى الله عليه وسلم عدة مرات، والذين مارسوا معه صلى الله عليه وسلم وأنصاره كل أنواع المظالم، هؤلاء جميعهم، جاءهم النبي صلى الله عليه وسلم فاتحاً منتصراً عليهم، حياتهم كلها رهن كلمة ينطق بها، ومع هذا نظر إليهم نظرة كلها عفو ورحمة وقال لهم: اذهبوا فأنتم الطلقاء.

رحمة النبي


لا تكفي المجلدات الكبيرة، للحديث عن رحمته صلى الله عليه وسلم إنما نحتاج حقيقة إلى أعمار وأعمار للاطلاع على مظاهر رحمته ولتقدير مدى عظمة رحمته، ويكفي أن نذكر أن الذي شهد له بعظم هذه الرحمة ليس من عاصره أو من سمع عنه فقط، بل شهد بها رب العزة تبارك وتعالى، وجعل هذه الشهادة محفوظة في كتابه العظيم: القرآن الكريم، يتذكرها المسلمون دوما كلَّما قرأوا الكتاب العظيم وذلك إلى يوم الدين.. قال تعالى ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ لقد كانت رحمته صلى الله عليه وسلم رحمة عجيبة، فقد شملت الرجال والنساء، الأقوياء والضعفاء، الأصحاء والمرضى الأغنياء والفقراء، الخدم والرقيق، الإنسان والحيوان، اليهود والنصارى، حتى أنها شملت قوما خالفوا منهجه، وأنكروا الرسالة، ورفضوا النبوة، وعبدوا غير الله تعالى! إنَّ هذه الرحمة لخير دليل على أنه كان رحمة للعالمين، بالمفهوم الشامل الواسع لكلمة ﴿ العالمين ﴾. قال تعالى: ﴿ وماَ أرْسْلناكَ إلَّا رحمًة للْعاَلمين (.

حلم النبي :


 ما أسمى صفة الحلم وأحبها إلى القلوب! وكم هي عظيمة هذه الصفة حتى جعلها الله عز وجل من علامات النبوة وبراهينها وما أروع الموقف الذي يتجلى فيه حلم النبوة فيهتدي به العقلاء إلى دين الله هداية قناعة ويقين ومحبة. لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم المثل الأعلى في الحلم، لأن الله تعالى أدبه فأحسن تأديبه، فكان القدوة في سعة الصدر وسماحة النفس التي تليق بمكانته ورسالته، فهو صلى الله عليه وسلم صاحب دعوة جديدة يعاندها أكثر النـاس، وفيهم الأقوياء والضعفاء، والحمقى والعقلاء، والأقارب والبعداء، وفيهم الذين يسـألون أو يجـادلون ليتبينوا، والذين لا يريدون من الجدال إلا العناد.

 والحلم في كل حال من هذه الحالات هو القوة النفسية التي لا تغنى قوة غناءها، وحلمه صلى الله عليه وسلم أوسع من أن يحـاط بجوانبه، فلولا هذا الحلم ما استطاع أن يسـوس شـعباً كالعرب، يأنف أن يطيع أو ينصاع. وهناك كثير من المواقف التاريخية التي تؤكد أن المصطفي صلى الله عليه وسلم كان حليما في معاملاته مع الناس حتى ولو كانوا أعداؤه، فقد روى أن أحد علماء أهل الكتاب من اليهود  قال: لم يبق من علامات النبوة شيء إلا وقد عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه، إلا اثنتين لم أخبرهما منه: أن يسبق حلمه جهله، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما، فكنت أتلطف له لأن أخالطه فأعرف حلمه، فابتعت منه تمراً معلوماً إلى أجل معلوم، وأعطيته الثمن، فلما كان قبل محل الأجل بيومين أو ثلاثة أتيته، فأخذت بمجامع قميصه ورداؤه، ونظرت غليه بوجه غليظ، فقلت يا محمد ألا تقضيني حقي؟ فو الله إنكم يا بني عبد المطلب لمطل، وقد كان لي بمخالطتكم علم.

 فقال عمر بن الخطاب أي عدو الله، أتقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم ما أسمع؟ فو الله لولا ما أحاذر فوته لضربت بسيفي رأسك، ورسول الله ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة، وتبسم، ثم قال: أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا منك يا عمر، تأمرني بحسن الأداء، وتأمره بحسن التباعة، اذهب يا عمر فأقضه حقه، وزده عشرين صاعاً، مكان ما روعته، ففعل عمر رضي الله تعالى عنه فقال العالم لعمر: يا عمر كل علامات النبوة قد عرفتها في وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا اثنتين، لم أخبرهما منه بسبق حلمه جهله، ولا تزيده شدة الجهل عليه إلا حلما، فقد خبرتهما، فأشهدك أني رضيت بالله تعالى رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً.

شجاعة النبي :


الشجاعة من أكرم الخصال التي يتصف بها الرجال، فهي عنوان القوة، وعليها مدار إعزاز الأمة، والمؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، ولقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أشجع الناس، بل كان المثل الأعلى في الشجاعة، فقد فرت منه جيوش الأعداء وقادة الكفر في كثير من المواجهات الحاسمة، بل كان يتصدر صلى الله عليه وسلم المواقف والمصاعب بقلب ثابت وإيمان راسخ، كان شجاعاً في جهره بالحق، وفي دفاعه عن العقيدة، مهما تكن عاقبة الشجاعة، كل ذلك من أجل إعلاء كلمة الله، وحماية الإسلام من عدوان المشركين، وتحرير الناس من أغلال الوثنية وإرهاق الاستعباد، ومخازي العقائد والنظم ومفاسـد الأخـلاق، لتحل محلها أسمى عقيدة، وأصلح نظام.

 فعندما ضاقت قريش بدعوته إلى الإسلام، وبتسفيه أحلامها، وعيب آلهتها، مشوا إلى عمه أبى طالب وقالوا له: إن لك سناً وشرفاً ومنزلة، وإنا قد استنهيناك من ابن أخيك فلم تنهه عنا، وإنا والله لا نصبر على هذا من شتم آبائنا، وتسفيه أحلامنا، وعيب آلهتنا حتى تكفه عنا، أو ننازله وإياك حتى يهلك أحد الفريقين. فعظم أبو طالب فراق قومه وعداوتهم، ولم يطب نفساً بخذلان ابن أخيه، فقال لمحمد: يا ابن أخي إن قومك قد جاءوني، فقالوا لي كذا وكذا، فأبق علىّ وعلى نفسك، ولا تحملني من الأمر ما لا أطيق. فظن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عمه تخلى عنه وأنه خاذله، وأنه قد ضعف عن نصرته فقال: يا عم، والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته" . لقد كانت مواقف النبي صلى الله عليه وسلم مضرب المثل، ومحط النظر، فهو شجاع في موطن الشجاعة، قوي في موطن القوة، رحيم رفيق في موطن الرفق، فصلوات ربي وسلامه عليه.

تواضع النبي :


خلق التواضع من الأخلاق التي اتصف بها صلى الله عليه وسلم، فقد كان تواضع النبي صلى الله عليه وسلم مضرب الأمثال في التاريخ كله، لدرجة أنه لم يدع لمتواضع قولاً، ولم يترك لمتكبر حجة.، فكان خافض الجناح للكبير والصغير، والقريب والبعيد، والأهل والأصحاب، والرجل والمرأة، والصبي والصغير، والعبد والجارية، والمسلم وغير المسلم، فالكل في نظره سواء، لا فضل لأحد على آخر إلا بالعمل الصالح يقول عبد الله بن مسعود: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير، فقام وقد أثر في جنبه، قلنا: يا رسول الله: لو أخذنا لك وطاء؟ فقال: ما لي وللدنيا، ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة ثم راح وتركها . 

وسُئلت السيدة عائشة رضى الله عنها: ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان بشراً من البشر، يفلى ثوبه، ويحلب شاته، ويخيط ثوبه، ويخدم نفسه، ويخصف نعله، ويعمل ما تعمل الرجال في بيوتهم، ويكون في مهنة أهله، يعنى خدمه أهله، فإذا سمع المؤذن خرج إلى الصلاة . وأعتقد أن البشرية كلها لو اتخذت من الذهب أقلاما، ومن المسك مداداً، ومن الكافور أوراقاً، ومن اللآلئ ألفاظاً، لما استطعنا أن نعدد مآثره الشريفة، أو نحصي أمجاده العريقة، فصدق الله العظيم إذ يقول ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾.

حياة النبي قبل البعثة


اقتضت حكمة الله سبحانه وتعالى أن يجعل أنبياءه ورسله بشراً كغيرهم ، لا يميّزهم سوى ما اختصّهم به سبحانه من أمور تتطلبها الرسالة وتقتضيها النبوّة ، فهم يشتركون مع سائر الناس في الصحّة والمرض ، والجوع والشبع ، ويسعون كغيرهم للبحث عن الرزق ، ويقومون بالأعمال التي يحتاج إليها الناس في حياتهم ، ولا يستقيم أمرهم إلا بها.

وسيرة النبي – صلى الله عليه وسلم – غنيّةٌ بالمواقف الدالّة على مشاركته لقومه في الأنشطة المختلفة ، والتي كان من أبرزها ممارسته لرعي الأغنام في مراحل عمره الأولى ، وذلك لأنّ عمّه أبا طالب لم يكن لديه ما يكفيه من المال للقيام بشؤون أسرته ، فأراد النبي – صلى الله عليه وسلم – أن يعينه على نفقاته ، فكان يأخذ الغنم من أهل مكّة ويرعاها مقابل أجرٍ معلوم .

وكانت هذه المهنة قاسماً مشتركاً بين الأنبياء جميعاً ، كما جاء في حديث أبي هريرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ( ما بعث الله نبيا إلا ورعى الغنم ) البخاري ، ومن خلال القيام بهذه المهنة تربّى الأنبياء وعلى رأسهم نبينا عليه الصلاة والسلام على معاني الصبر والتحمّل ، والرحمة والإحسان ، والتواضع للآخرين ، وغيرها من المعاني المهمّة في دعوتهم للناس .

ولما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم – مرحلة الشباب كان يخرج مع عمّه أبي طالب في رحلاته التجاريّة إلى الشام وما حولها ، فاستطاع خلال فترةٍ قصيرةٍ أن يتعلّم فنون التجارة ويعرف مداخلها ، حتى أصبح من التجّار المعروفين وانتشر خبره بين الناس ، كما استطاع – صلى الله عليه وسلم أن يكتسب ثقة الناس من خلال صدقه وأمانته ، حتّى إنهم لقّبوه بالصادق الأمين .

وكانت قريش تتعاقد مع النبي – صلى الله عليه وسلم – في تجاراتها ، فسمعت به خديجة رضي الله عنها ، وعرضت عليه أن يشاركها ، فقبل ذلك وقام على استثمار أموالها ، ولم تمض فترة قصيرة حتى تزوّجها وأنجب منها الذرّية .

وفي مجال الحرب شارك النبي – صلى الله عليه وسلم - في الدفاع عن مكّة وهو ابن أربع عشرة سنة ، عندما أرادت هوازن الهجوم على الحرم واستباحة مقدّساته لقتال قريش ، واقتصرت مشاركته عندئذٍ على جمع السهام ومناولتها لأعمامه .

وكان للنبي - صلى الله عليه وسلم – حضورٌ في الندوات والاجتماعات التي يعقدها قومه لبحث القضايا المهمة ، ومن ذلك دخوله فيما سمي بـ ( حلف الفضول) ، وهو عقدٌ تمّ بين مجموعةٍ من قبائل مكّة كان منها بنو هاشم وبنو عبد المطلب وبنو أسد وغيرها ، واتّفقوا على حماية المظلوم ونصرته ، ومواجهة الظالم مهما كانت مكانته وسلطته ، وقد مدح صلى الله عليه وسلم هذا الحلف وقال عنه : ( شهدت في دار عبد الله بن جدعان حلفاً ما أحب أن لي به حُمُر النعم ، ولو دعيت إليه في الإسلام لأجبت) رواه أحمد .

وعندما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم – خمسة وثلاثين عاماً كان له دورٌ مهم في إعادة بناء الكعبة وتجديدها بعد أن تشقّقت جدرانها بفعل السيول والأمطار ، حيث شارك قومه في نقل الأحجار مع عمّه العباس بن عبد المطلب .

وقد اختاره قومه ليكون حكماً بينهم بعد أن اختلفوا في وضع الحجر الأسود ، فأشار عليهم أن يبسطوا رداء ويضعوا الحجر عليه ، ثم تحمله كل قبيلة من زاوية ، ويتولى بنفسه إعادة الحجر إلى الكعبة ، وبذلك استطاع أن يمنع معركة كادت أن تقع بينهم .

وخلال السنوات التي عاشها النبي – صلى الله عليه وسلم – في مكّة لم يطمئن قلبه إلى أحوال قومه من الشرك وعبادة الأوثان ، والخمر والفجور ، وغيرها من مظاهر الضلال والفسق ، مما دفعه إلى اعتزال قومه والخروج من هذا الواقع إلى " غار حراء " ، ليتفرّغ لعبادة الله وذكره ، والتفكّر في عظمة الكون وأسراره .

فكان يقيم في هذا الغار الليالي العديدة ، حتى ينتهي زاده من الطعام والشراب ، فيعود إلى أهله ويتزوّد مرّة أخرى ، كما ثبت في الحديث المتفق عليه أنه عليه الصلاة والسلام قال: ( جاورت بحراء شهراً..)، وبقي النبي – صلى الله عليه وسلم – على هذه الحال حتى جاءه الوحي في الأربعين من عمره .

وقد ساعدته هذه العزلة في صفاء روحه وتعلّقه بخالقه سبحانه وتعالى ، فكانت من الأسباب التي هيّأها الله تعالى للدور العظيم ، والمهمة الكبرى التي سيقوم بها ، وهي إبلاغ رسالة الله للناس أجمعين .

حياة النبي بعد البعثة


قبل بلوغه الأربعين من العمر وتكليفه بالرسالة، عرف محمد رسول ونبي الإسلام كمثال للكمال البدني والفكري والخلقي، حسبما يذكر مكسيم  رودينسون في كتابه محمد . أخلاقه  الحميدة أكسبته احترام الجميع، كما عرف برفضه لعبادة الأصنام والممارسات الوثنية التي كانت مكة أحد مراكزها في المنطقة. ومنذ بداية الدعوة المحمدية كانت زوجته خديجة] تسانده في دعوته. بدأت الدعوة بمخاطبة الأهل والأصحاب بموضوع هذا الدين الجديد المكمل والمتمم لما سبقه. فاقتنع به البعض وساند محمد فيه وأعرض عنه الآخرون.

نزول الوحي  


كان محمد يذهب إلى غار حراء في جبل النور على بعد نحو ميلين من مكة فيأخذ معه السويق والماء فيقيم فيه شهر رمضان. وكان يختلي فيه قبل نزول القرآن عليه بواسطة أمين الوحي جبريل ويقضى وقته في التفكر والتأمل.

تذكر كتب السيرة النبوية أن الوحي نزل لأول مرّة على محمد وهو في غار حراء، حيث جاء الوحي جبريل، فقال: اقرأ، قال: «ما أنا بقارئ» - أي لا أعرف القراءة، قال: «فأخذني فغطَّني حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني» فقال: اقرأ، قلت: «ما أنا بقارئ»، قال: «فأخذني فغطَّني الثانية حتى بلغ مني الجهد، ثم أرسلني» فقال: اقرأ، فقلت: «ما أنا بقارئ، فأخذني فغطَّني الثالثة، ثـم أرسلني»، فقال: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ﴾ ﴿خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ﴾ ﴿اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ﴾ ﴿الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ﴾ ﴿عَلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾ ، 


فأدرك محمد أن عليه أن يعيد وراء جبريل هذه الكلمات، ورجع بها يرجف فؤاده، فدخل على زوجته خديجة، فقال:«زَمِّلُونى زملوني»، فزملوه حتى ذهب عنه الروع، فقال لزوجته خديجة: «ما لي؟» فأخبرها الخبر، «لقد خشيت على نفسي»، فقالت خديجة: «كلا، والله ما يخزيك الله أبداً، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق»، فانطلقت به خديجة إلى ابن عمها ورقة بن نوفل وكان حبراً عالماً قد تنصر قبل الإسلام، وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية، وكان شيخًا كبيراً فأخبره خبر ما رأى، فقال له ورقة: «هذا الناموس الذي أنزله الله على موسى«. وقد جاءه الوحي جبريل أخرى جالسا على كرسي بين السماء والأرض، ففر منه رعباً حتى هوى إلى الأرض، فذهب إلى زوجته خديجة فقال: «دثروني، دثروني، وصبوا علي ماءً بارداً»، فنزلت: ﴿يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ﴾ ﴿قُمْ فَأَنْذِرْ﴾﴿وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ﴾ ﴿وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ﴾ ﴿وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ﴾ ، وهذه الآيات هي بداية رسالته ثم بدأ الوحي ينزل ويتتابع لمدة ثلاثة وعشرين عاماً حتى وفاته.

أوائل المسلمين


ممن سبق إلى الإسلام خديجة بنت خويلد، وابن عمه علي بن أبي طالب وكان صبيا ابن عشر سنين يعيش في كفالة محمد وأسلم بعد النبوة بسنة، جمع الرسول محمد أهله وأقاربه وعرض عليهم الإسلام فلم يجبه إلا علي . ثم أسلم مولاه الصحابي زيد بن حارثة، وصديقه أبو بكر في أوائل أيام الدعوة. واستمرت الدعوة سراً لمدة ثلاث سنوات ثم نزل الوحي يكلف الرسول بإعلان الدعوة والجهر بها.


موقف زعماء قريش


وفقا لابن سعد، لم تعارض قريش محمد في دعوته إلا بعد أن نزلت آيات في ذم الأصنام وعبادتها .في حين يتمسك مفسري القرآن وبعض كتاب السيرة بأن المعارضة تزامنت مع بدء الدعوة الجهرية للإسلام. كما مثلت زيادة عدد معتنقي الإسلام خطرا على نظام الحياة الدينية في مكة، مما يؤثر سلبا على القوة الاقتصادية لقريش التي تستمدها من حماية الكعبة وأصنامها وخدمة الحجيج وتوافدهم إلى المدينة، فكانت دعوة محمد تشكل تهديدا بزوال سلطتهم. فقدم كبار تجار قريش على محمد عرضا بالتخلي عن دعوته -وفي رواية ابن سعد التوقف عن شتم آلهتهم- في مقابل مشاركته التجارة ودخوله ضمن صفوفهم، والزواج من بناتهم لبناء مركزه بينهم، بيد أنه رفض . فعرضوا عليه أن يعبد آلهتهم سنة ويعبدون الله سنة بحسب تاريخ الطبري، فأخبرهم أنه سينتظر أمر الله، فنزلت الآيات ﴿قل يأيها الكافرون، لا أعبد ما تعبدون﴾، كما نزلت الآيات: ﴿قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون﴾ إلى الآية: ﴿بل الله فاعبد وكن من الشاكرين﴾.

لجؤوا بعد ذلك إلى تشويه صورته بقصد إبعاد الناس عنه. فقالوا عن محمد: أنه مصاب بنوع من الجنون، وقالوا: إن له جناً أو شيطاناً يتنزل عليه كما ينزل الجن والشياطين على الكهان، وقالوا شاعر، وقالوا ساحر، وكانوا يعملون للحيلولة بين الناس وبين سماعهم القرآن، ومعظم شبهاتهم دارت حول توحيد الله، ثم رسالته، ثم بعث الأموات ونشرهم وحشرهم يوم القيامة وقد رد القرآن على كل شبهة من شبهاتهم حول التوحيد. لكنهم لما رأوا أن هذه الأساليب لم تجد نفعاً في إحباط الدعوة الإسلامية استشاروا فيما بينهم، وقرروا القيام بتعذيب المسلمين. فأخذ كل رئيس يعذب من دان من قبيلته بالإسلام، وتصدوا لمن يدخل الإسلام بالتعذيب والضرب والجلد والكي. حتى وصل الأمر إلى إيذاء محمد نفسه وضربوه ورجموه بالحجارة في مرات عديدة ووضعوا الشوك في طريقه.


هجرة المسلمين للحبشة

لما اشتد البلاء على المسلمين أخبرهم الرسول محمد أن الله أذن لهم بالهجرة إلى الحبشة في عام 615م، فخرج الصحابي عثمان بن عفان ومعه زوجته رقية بنت محمد، وخرج الصحابي أبو حاطب بن عمرو ثم خرج الصحابي جعفر بن أبي طالب فكانوا قرابة 80 رجلاً.
ولما وصلت الأخبار للمسلمين بالحبشة أن قريشاً قد أسلموا -نظرا لسجودهم-، فقدم مكة منهم جماعة فوجدوا الاضطهاد مستمرا فمكثوا بمكة إلى أن هاجروا إلى المدينة.


مقاطعة قريش للمسلمين


لما انتشر الإسلام وذاع، اتفق زعماء قريش على مقاطعة بني هاشم وبني المطلب ابني عبد مناف فلا يبايعوهم ولا يناكحوهم ولا يكلموهم ولا يجالسوهم حتى يسلموا إليهم محمد، وكتبوا بذلك صحيفة وعلقوها في سقف الكعبة. فانحاز إلى الشعب بنو هاشم وبنو المطلب مسلمين كانوا أو غير مسلمين إلا أبا لهب فإنه ظاهر قريش. استمرت المقاطعة قرابة  ثلاث سنوات فلم يقربهم أحد في الشعب. ثم سعى في نقض تلك الصحيفة أقوام من قريش فكان القائم في أمر ذلك هشام بن عمرو فأجابته قريش، وأخبرهم محمد أن الله قد أرسل على تلك الصحيفة الأكلة فأكلت جميع ما فيها إلا المواضع التي ذكر فيها الله.


عام الحزن


توفي كل من زوجته خديجة وعمه أبو طالب -أكبر مؤيدي ومساندي محمد- في عام 619 م فسُمٍّي بعام الحزن. فتولى أبو لهب قيادة بني هاشم من بعد أبي طالب، وبعدها انحسرت حماية بني هاشم لمحمد وازداد أذى قريش له. مما دفعه للخروج إلى الطائف ليدعوهم آملاً أن يؤوه وينصروه على قومه، لكنهم آذوه ورموه بالحجارة ورفضوا دعوته ولم يسلم إلا الطفيل بن عمرو الدوسي (الذي دعا قومه فأسلم بعضهم وأقام في بلاده حتى فتح خيبر ثم قدم بهم في نحو من ثمانين بيتاً). عاد محمد إلى مكة تحت حماية المطعم بن عدي. وفقاً للمعتقد الإسلامي فإن الملائكة عرضت على النبي محمد أن يهلكوا أهل الطائف إلا أنه رفض وقال: «عسى أن يخرج من أصلابهم أقوام يقولون ربنا الله».

هجرة النبي


في 26 صفر سنة 14 من البعثة، عقد كبار مشركي القبائل القرشية اجتماعاً في ‏دار الندوة‏، وحضره الشيطان في هيئة شيخ من نجد، وقرروا قتل النبي، واختير لذلك 11 رئيسًا منهم لينفذوا القتل بعد منتصف الليل.
نزل جبريل إلى النبي يخبره الخبر ويطلب منه الهجرة من فوره، ولا يبيت في فراشه، فخرج النبي وقت الظهيرة متخفياً إلى بيت أبي بكر ليرتب معه خطة الخروج ليلاً.أمر النبي على بن أبي طالب أن ينام مكانه ويتغطى بغطاءه‏.‏
وفي عتمة الليل، وقف مجرمو قريش أمام باب بيت النبي يرصدونه، وهم يظنونه نائمًا ومنتظرين خروجه حتى يثبوا عليه ‏.‏أخذ الله بأبصار المشركين فلم يروا النبي الذي خرج أمامهم ورمى عليهم التراب، ثم أسرع نحو بيت أبي بكر، لينطلقا سوياً نحو غار ثور في اتجاه اليمين (عكس اتجاه المدينة)

جاء رجل وأخبر المشركين أن محمد مر من بينهم، فضربوا علي بن أبي طالب وحبسوه ساعة، وهرولوا إلى بيت أبي بكر ولطموا ابنته أسماء لأنهم لم يخبروا عن مكان النبي وصاحبه.
راح المشركون يبحثون في كل أرجاء ونواحي مكة وما حولها ورصدوا مكافأة كبيرة لمن يحضر محمد حياً أو ميتاً.



إذ هما في الغار

أصيب أبو بكر داخل الغار بلدغة ثعبان، فتفل النبي عليها ومسحها فبرئت.
وصلت مجموعة من المشركين إلى باب الغار، فقال أبوبكر للنبي: لو نظر أحدهم تحت قدميه لرآنا، فرد النبي: ‏ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما‏. ورجع المشركون دون رؤيتهما.‏
مكث النبي وأبا بكر في الغار 3 ليال، يأتي إليهما عبد الله بن أبي بكر يبيت عندهما ينقل لهما الأخبار، ويسير خلفه عامر بن فهيرة بغنمه ليمحي أثره، ويسقي الصاحبان باللبن.



في الطريق إلى المدينة


في غرة ربيع الأول سنة 1هـ استعد النبي وأبو بكر للانطلاق نحو المدينة، وقد استأجرا عبد الله بن أُرَيْقِط دليلا للطريق، وكان على دين قريش.وجاء ابن أريقط براحلتين لهما، وأتتهما أسماء بنت أبي بكر بالطعام وربطته بشق حزامها.
ثم ارتحل النبي وأبو بكر ومعهما ابن فُهَيْرة، وابن أريقط، واتجه جنوبا ثم غربا نحو البحر الأحمر ومنه شمالا في اتجاه المدينة عبر طريق لم يألفه الناس‏.‏مروا في الطريق على خيمة أم مَعْبَد الخزاعية، وسألوها عن شئ يطعمانه، فلم يجدوا، فأستأذنها النبي أن يحلب شاة هزيلة ليس فيها لبن، فإذا بها تدر وتملأ الأوعية فشربوا جميعا وانصرفوا.


ورأى أحد رجال مكة ركب النبي بالساحل، فأخبر مكة، وأسرع سراقة بن مالك بفرسه ورمحه ليلحق بهم، لكن فرسه كانت تغوص في الرمال وتقع كلما اقترب من النبي، فطلب من النبي الأمان، فأمنه النبي وقال له ارجع ولك سواري كسرى.وفي الطريق لقى رسول الله الزبير وهو عائد مع ركب من المسلمين من تجارة في الشام، فكسا الزبير النبي وأبا بكر ثيابًا بياضًا‏.‏

النزول بقباء

في 8 ربيع الأول وصل النبي قباء، وزحف المسلمون مكبرين بمقدم رسول الله، وخرجوا للقاءه، وكان يومًا مشهودًا.
ووصل علي بن أبي طالب بعد أن أدى عن رسول الله الودائع التي كانت عنده للناس‏.‏مكث النبي بقباء 4 أيام، أسس خلالها أول مسجد في الإسلام “مسجد قباء” أرسل النبي إلى أخواله بني النجار فجاءوا متقلدين سيوفهم يحرسونه، فسار نحو المدينة وهم حوله‏.‏ الدخول في المدينة سار النبي حتى دخل المدينة يوم الجمعة ‏12 ربيع الأول سنة 1 هـ، وارتجت البيوت والسكك بأصوات الحمد والتسبيح، وتغنت بنات الأنصار بغاية الفرح والسرور‏. 


وسارت راحلة النبي حتى بركت في موضع محدد بأمر الله، فبنى النبي والصحابة المسجد النبوي في هذا الموضع، وملاصق له بيت النبي. ولحين الانتهاء من بناء المسجد والبيت بادر أبو أيوب الأنصاري واستضاف النبي في بيته. وبعد أيام وصل المدينة أغلب بقية أهل النبي وأهل أبي بكر. كان بالمدينة وباءً أمرض بعض المهاجرين، فدعا النبي للمدينة واستجاب الله دعاءه، وذهب الوباء عن المدينة. مؤاخاة المسلمين ومعاهدة اليهود جمع النبي المهاجرين والأنصار (وكانوا 90 رجلاً) وآخى بينهم على المواساة، والورث (قبل أن ينزل الأمر برد التوارث إلى الأرحام).‏ وعقد رسول الله معاهدة لوحدة المؤمنين والمسلمين (من قريش ويثرب)، أنهم أمة واحدة. وعقد مع اليهود معاهدة قرر لهم فيها النصح والخير، وترك لهم فيها مطلق الحرية في الدين والمال.

حياة النبي  في المدينة

هاجر رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- إلى المدينة المنورة برفقة صديقه أبي بكر الصديق رضي الله عنه، وخلال هجرتهم مكثوا في غار ثور بضعة أيامٍ، وبعد انقضاء ثلاثة أيامٍ على مكوثهم في الغار، وهدوء الأحوال بعد بحث كفار قريش عنهم، توجّهوا في مسيرهم نحو المدينة المنورة، وأسّس مع المسلمين أول مسجدٍ أُقيم على التقوى بعد النبوة، ثمّ صلّى فيه، وهو مسجد قباء، وبعدها اتّجه مع أبي بكرٍ نحو المدينة، وهي يثرب سابقاً، وأدّى صلاة الجمعة في بني سالم بن عوف، وبعد انتهاء الجمعة دخل الرسول المدينة المنورة، وكانوا أهل المدينة عالمين بخبر قدوم رسول الله إليهم من قبل، فبدأوا بالتجهيز لقدومه، وكان في استقباله عندما وصل ما يقارب خمسمئة صحابيٍ؛ فرحاً بقدومه، وفي ذلك اليوم سميّت يثرب بمدينة الرسول عليه الصلاة والسلام. 

أعمال الرسول في المدينة المنورة حينما وصل الرّسول -صلّى الله عليه وسلّم- للمدينة المنوّرة،
 قام ببعض الأعمال الأساسيّة والمهمّة، وفيما يأتي بيانها بشكلٍ مفصّلٍ:

v     بناء المسجد بنى رسول الله المسجد النبوي الشريف طوال مدّة مكوثه عند أبي أيوب الأنصاري، وكان ذلك أوّل عملٍ لرسول الله في المدينة، وساعده في البناء الصحابة رضي الله عنهم، وكانوا ينقلون اللِّبن معه،

v     المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار آخى رسول الله بين المهاجرين والأنصار، ووثّق بينهم روابط المحبة، والألفة، والتكافل الاجتماعي، وكان على أساس الأخوّة الإسلامية، فكانت علاقاتهم بعد المؤاخاة مع بعضهم كالأخوة تماماً، يتقاسمون أمورهم، ويتعاونون مع بعضهم في أمور الخير، وما ينفع مجتمعهم، ويحبّون الخير لبعضهم، ويؤثرون على أنفسهم رغم ضيق عيشهم وصعوبة أحوالهم، فكانت أخوّتهم صادقةً وحقيقيةً، تقوم على الإيمان بالله تعالى، وعلى العقيدة السليمة في نفوسهم.


v     المعاهدة بين المسلمين واليهود قام رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- بكتابة الوثيقة أو الصحيفة التي تنظّم علاقة جميع المواطنين في المدينة على اختلاف دياناتهم وأصولهم، فكانت بين المسلمين من المهاجرين والأنصار مع بعضهم البعض، ومع قبائل يهود بني قريظة، وبني النضير، وبني قينقاع، واشتُهرت باسم وثيقة المدينة، وقد سمّاها بعض المعاصرين بدستور المدينة، واحتوت الوثيقة في داخلها على مجموعةٍ من البنود المتّفق عليها.

v     بناء السوق الإسلامي سعى الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أثناء مكوثه في المدينة إلى بناء سوقٍ إسلاميّ خاصٍّ بالمسلمين، مستقلٍّ عن الأسواق الأخرى، حيث إنّه لم يكن يعطِ أي حريّةٍ بممارسة أيّ عملٍ اقتصاديّ داخل المسجد، لحُرمته وقدسيّته، حيث يغلب على أيّ عملٍ اقتصاديّ ممارسته من قبل جميع الناس، وكثرة المعاملات التجارية التي تحصل فيه، واتّجه نظر رسول الله لبناء سوقٍ إسلاميّ؛ بسبب عدم وجود سوقٍ داخل المدينة خاصّ بالمسلمين ومعاملاتهم، وكان هناك سوقٌ يسيطر عليه اليهود، وهو سوق بني قينقاع، وكانوا هم من يسيطرون عليه، وعلى العمليات التي تتم داخله، ويمنعون المسلمين من الدخول إليه إلّا بدفع الخراج لهم، فكان أمر رسول الله ببناء السوق الإسلامي الذي يرأسه المسلمون، وقام بوضع الأسس الخاصّة بالعمل في داخله، من حيث كيفية البيع والشراء، وتحديد الأسعار.


v     مكانة المدينة المنورة أعطى الله تعالى تشريفاً للمدينة المنوّرة، وجعلها من أفضل الأماكن بعد مكة المكرمة، ومن فضائلها: حُرمتها؛ فلا إزهاق للدم فيها، ولا قتال فيها. سمّاها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- طيبة وطابة. مهبطٌ للوحي، حيث قال ابن حجر: (والحال أنّ الإقامة في المدينة خيرٌ لهم؛ لأنّها حرم الرسول صلّى اللهُ عليه وسلّم، وجواره، ومهبط الوحي، ومنزل البركات، لو كانوا يعلمون ما في الإقامة بها من الفوائد الدينية بالعوائد الأخروية التي يُسْتَحْقَرُ دونها ما يجدونه من الحظوظ الغائبة العاجلة بسبب الإقامة في غيرها).

v     دعاء النبي -صلّى الله عليه وسلّم- لها بالبركة. عدم دخول الدجال إليها. احتوائها على المسجد النبوي الشريف، الذي تشدّ الرحال إليه، والصلاة فيه مضاعفةٌ. احتوائها على مسجد قباء، وأجر الصلاة فيه كأجر أداء عمرةٍ. حماية الله تعالى لأهلها ممّن أرادوا بهم سوءاً.

تعليقات
25 تعليقًا
إرسال تعليق
  1. اللهم صلي وسلم وزد وبارك على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

    ردحذف
  2. قصة مليئة بالدروس والعبر والعظات جعلنا الله من الذين يسمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولو الألباب

    ردحذف
  3. اللهم صلي وسلم وزد وبارك على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم

    ردحذف
  4. بأبي انت وامي يا رسول الله

    ردحذف
  5. اللهم صلي على محمد في الاولين وصلي عليه في الاخرين وصلي عليه في كل وقت وحين

    ردحذف
  6. اللهم صلي وسلم وبارك على محمد

    ردحذف
  7. اللهم صلي وسلم وزد وبارك على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد

    ردحذف
  8. اللهم صلي وسلم وزد وبارك على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد

    ردحذف
  9. قصة فيها كثير من العبر

    ردحذف
  10. ليتنا نكون باخلاق النبي

    ردحذف
  11. احسنت النشر ليت في زماننا مثله

    ردحذف
  12. اللهم صلي على محمد

    ردحذف
  13. حبيبي يا رسول الله

    ردحذف
  14. محمد عليه افضل الصلاة واتم التسليم

    ردحذف
  15. اللهم صلي وسلم وزد وبارك على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد

    ردحذف
  16. اللهم صلي وسلم وزد وبارك على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد

    ردحذف
  17. اللهم صلي وسلم وزد وبارك على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد

    ردحذف
  18. اللهم صلي وسلم وزد وبارك على خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد

    ردحذف

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة