U3F1ZWV6ZTI1NzIyOTAyNjgzNTkwX0ZyZWUxNjIyODIzMTI5NDI3MQ==

غزوة بدر الكبرى - تعرف على تفاصيل معركة بدر الكبرى كاملة

غزوة بدر الكبرى وأهم الدروس والعبر المستفادة منها

غزوة بدر الكبرى - تعرف على تفاصيل معركة بدر الكبرى كاملة

في هذه الغزوة العظيمة سوف نتطرق للحديث عن سبب غزوة بدر الكبرى ومتى كانت غزوة بدر وفي أي عام وتفاصيل الغزوة وما هي الدروس والعبر المستفادة من غزوة بدر الكبرى .


 سبب غزوة بدر الكبرى

لقد بدأ السبب الواقعي والتاريخي الذي قاد المسلمين الى هذه المعركة الحاسمة ، هي اللحظة التي أبلغ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم أن قافلة كبيرة لقريش تضم ألف بعير قادمة من الشام صوب مكة بقيادة أبو سفيان ، وفي مبادرة لا تردد فيها قال النبي لأصحابه : (هذه عير قريش ، فيها أموالهم فاخرجوا اليها لعل الله ينفلكموها).

خرج النبي صلى الله عليه وسلم مع بعض المسلمين لمهاجمة القافلة ، وتخلف بعضهم لأن امر الرسول كان على الندب وليس الامر ، كما أن الذين خرجوا مع النبي لم يأخذوا استعداداتهم الكاملة من السلاح والتأهب .. وما أن سمع أبوسفيان بنبأ تحرك المسلمين للهجوم على القافلة ، حتى أرسل الى مكة على وجه السرعة ضمضم بن عمرو الغفاري ، وأمره أن يأتي قريشا فيستنفرهم الى أموالهم ويخبرهم أن محمدا قد تعرض لها في الطريق ..
وعندما وصل ضمضم الى مكة حتى جدع بعيره ، وحول راحله ، وشق قميصه وراح يصرخ :يا معشر قريش !! اللطيمة اللطيمة !! أموالكم مع ابي سفيان قد عرض لها محمد واصحابه لا أرى أن تدركوها ، الغوث الغوث !! وسرعان ما استجاب الناس لندائه وهرعوا الى الكعبة وهم يقولون : أيظن محمد وأصحابه أن تكون كعير ابن الحضرمي (الذي كان قد قتل في سرية ابن جحش ) كلا .. والله ليعلمن ذلك . 

عدد المشركين في غزوة بدر الكبرى 


تجمعت قريش كلها وبلغ عددهم تسعمائة وخمسين مقاتلا تصحبهم مائة فرس، ولم يتخلف من أشرافها أحد غير أبا لهب الذي يبدو أن مرضه وكبره أقعده عن اللحاق بالمستنفرين ، واستطاع أبو سفيان خلال ذلك أن يفلت من قبضة المسلمين بإسراعه وتجنبه الطريق الداخلي صوب الساحل .

وما أن اطمأن على قافلته حتى أرسل الى رفاقه في مكة : انكم انما خرجتم لتمنعوا عيركم وأموالكم ورجالكم فقد نجاها الله فارجعوا . الا أن أبا جهل ابن هشام كان ابعد نظرا منه عندما أصر على الخروج والنزول في بدر في سوق يجتمعون فيه كل عام ثلاثة ايام.

عدد المسلمين في بدر الكبرى

وفي الجبهة الأخرى كان الرسول صلى الله عليه وسلم قد انطلق بأصحابه البالغ عددهم ثلاثمائة وأربعة عشر رجلا مستخلفا على المدينة (أبا لبابة) ومقيما (عمرو بن أم مكتوم) اماما على الصلاة بالناس ، ودفع اللواء الأبيض الى مصعب بن عمير الداعية الشاب ، وأما الرايتان السوداوان فقد حمل عليا احداهما وتدعى العقاب ، واما الاخرى فقد حملها بعض الأنصار . ووزع الرسول صلى الله عليه وسلم السبعين بعيرا التي كانت بحوزة المسلمين على أصحابه كل ثلاثة يتناوبون واحدا منها ، ولم يكن معهم من الخيول سوى اثنتين .

وعندما وصلوا قريبا من بدر حيث طريق القوافل بين مكة وبلاد الشام بعث الرسول الى هناك اثنين من أتباعه ليتحسسا له الأخبار عن قافلة أبي سفيان التي كانوا يظنون أنها لا زالت في المنطقة، وتبعهم النبي وأصحابه ، وعسكر النبي بأصحابه بالقرب من ماء بدر ، وعندما حل الظلام بعث ثلاثة رجال هم الزبير بن العوام وعلي بن أبي طالب وسعد بن أبي الوقاص على رأس جماعة من المسلمين ليستطلعوا جلية الأخبار ويعرفوا شيئا عن مصير القافلة ، فاستطاعوا القبض على اثنين من سقاة قريش جاؤوا بهما الى النبي معتقدين أنهما من أتباع أبي سفيان ، الا أنهما أكدا انتماءهما للجيش القرشي الذي يعسكر قريبا من المسلمين .

فقال الرسول أخبراني عن قريش . قالوا : هم والله وراء هذا الكثيب ، وبعد معرفة النبي لعددهم ومكان تواجدهم أدرك هروب القافلة ، وأنه لا مناص له من المواجهة بالرغم من قلة العتاد وعدم الجهوزية لهذه المعركة ، حتى لا يفقد المسلمون صولاتهم وجولاتهم في الصحراء فتكون الهزيمة بعين العرب جميعا ، وادرك النبي حين معرفته بخروج قريش بهذا العدد للدفاع عن القافلة ان هذا الامر تجاوز مجرد الدفاع عن القافلة وان لم يتصد لهم في اول تحد حاسم فإن نكسة خطيرة ستصيب الدعوة الاسلامية والدولة الاسلامية على حد سواء .

تشاور النبي عليه الصلاة والسلام مع أصحابه

استشار النبي عليه الصلاة والسلام أصحابه وأذاع عليهم تفاصيل ما ورده من أنباء عن قريش فقام أبو بكر الصديق فقال وأحسن ، وقام عمر بن الخطاب فقال وأحسن ، ثم قام المقداد بن عمرو فقال :" يا رسول الله امض لما أراك الله فنحن معك والله لا نقول لك كما قالت بنو اسرائيل لموسى ..(فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون )المائدة24.
ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنا معكما مقاتلون ، فوالذي بعثك بالحق لو سرت بنا الى (برك الغماد) (مدينة في الحبشة) لجالدنا معك من دونها حتى تبلغها . وكذلك المهاجرون عبروا انهم مع النبي في كل شيء وفي القتال واطاعة أمر النبي .

فقال النبي لأصحابه : أشيروا علي أيها الناس ! فقام سعد بن معاذ فقال  : " قد آمنا بك وصدقناك وشهدنا انما جئت به هو الحق . فامض يا رسول الله لما أردت فنحن معك فوالذي بعثك بالحق لو استعرضت بنا هذا البحر فخضته لخضناه معك ما تخلف عنك رجل واحد ، فسر على بركة الله " . 

فسر الرسول عليه الصلاة والسلام وقال لأصحابه : سيروا وأبشروا فإن الله قد وعدني احدى الطائفتين ، والله لكأني أنظر الى مصارع القوم . وتقدم الى ماء بدر حتى نزل به فسأله الحباب بن المنذر : يا رسول الله أرأيت هذا المنزل ؟ أمنزلا أنزلك الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه ؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ فقال : بل هو الرأي والحرب والمكيدة ، فقال الحباب : يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل فانهض بالناس حتى نأتي أدنى ماء من القوم فننزله ثم نغور ما وراءه ثم نبني عليها حوضا فنملؤه ماء ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون . فقال الرسول صلى الله عليه وسلم :لقد أشرت بالرأي ، ثم أمر بتنفيذ خطته .وعرض عليه سعد بن معاذ أن يقام له عريش يتولى منه قيادة المعركة ، فنفذ الرسول رأيه . وما لبثت السماء أن أمطرت مطرا خفيفا فلبدت أرض الصحراء بما يتيح للمسلمين الحركة السريعة فوقها، وراح النبي يدعو الله : اللهم هذي قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحارب وتكذب رسولك ، اللهم فنصرك الذي وعدتني . 

وعندما حل الفجر صلى النبي بالمسلمين وراح ينظمهم صفوفا ويحرضهم على القتال . وما لبث أن أرسل عمار بن ياسر وابن مسعود رضي الله عنهما فأطافا بالمشركين ثم رجعا الى النبي صلى الله عليه وسلم فقالا : يا رسول الله القوم مذعورون فزعون ، إن الفرس ليريد أن يصهل فيضرب وجهه مع أن السماء تسح عليهم .. وحدث خلاف في معسكر قريش بين قادتها ، فقال بعضهم وعلى رأسهم حكيم بن حزام وعتبة بن ربيعة ، بالتخلي عن القتال والعودة الى مكة بعد معرفتهم نزول المسلمين قريبا منهم ، الا أن أبا جهل أصر على الحرب واستثار عامر بن الحضرمي بتذكيره بمقتل أخيه عمرو في سرية عبدالله بن جحش فصرخ واعمراه واعمراه الأمر الذي استفز قريشا جميعا ودفعها الى اتخاذ موقف القتال .


أحداث معركة بدر الكبرى 2ه
أحداث غزوة بدر الكبرى

أحداث معركة بدر الكبرى

في صبيحة الجمعة في السابع عشر من رمضان تقدم الأسود بن عبد الأسد المخزومي الذي عرف بشراسة الطبع وسوء الخلق وقال : أعاهد الله لأشربن من حوضهم أو لأهدمنه أو أموتن دونه ! فتصدى له حمزة بن عبد المطلب وتمكن من قتله في الحوض نفسه . وبرز عتبه بن ربيعه يحف به أخوه شيبه وابنه الوليد ودعا الى المبارزة فخرج اليه ثلاثة من فتيان الأنصار فسألهم القرشيون : من أنتم ؟ قالوا : رهط من الأنصار .قالوا : ما لنا بكم حاجة ، ونادى مناديهم يا محمد أخرج إلينا أكفاءنا من قومنا . فاستجاب الرسول لهذا التحدي وأمر عبيدة بن الحارث وحمزة وعليا رضي الله عنهم أن يتصدوا لهم . وسرعان ما تمكن حمزة من قتل شيبة وفعل علي ذلك بغريمه الوليد ، أما عبيدة فقد جرح غريمه وأصابه هو الآخر بجرح مميت فانقض علي وحمزة على الفتى القرشي وأجهزا عليه وحملا عبيدة الى معسكر المسلمين حيث توفى هناك .

كانت هذه البداية للمعركة مستفزة للمشركين فزحف كلا المعسكرين نحو بعضهما ، وأصدر الرسول أوامره الى أصحابه ألا يهاجموا حتى يأذن لهم وأن يبعدوا مهاجميهم القرشيين بالنبال ، وسوى صفوفهم ، ورجع الى العريش يصحبه أبو بكر رضي الله عنه وراح يناشد ربه ما وعده من النصر ويقول : (اللهم إن تهلك هذه العصابة اليوم لا تعبد) فيرد عليه أبو بكر : يا نبي الله بعد دعائك فإن الله منجز لك ما وعدك ! وما لبث الرسول صلى الله عليه وسلم أن انتبه فجأة وقال والبشر يكسو وجهه : (أبشر يا أبا بكر ، أتاك نصر الله!! هذا جبريل آخذ بعنان فرسه يقوده على ثنايا النقع ).. وانطلق الرسول يحض المسلمين على القتال وقال : ( والذي نفسي بيده لا يقاتلهم اليوم رجلا فيقتل صابرا محتسبا ، مقبلا غير مدبرإلا أدخله الله الجنة ) فقال عمير ابن حمام وفي يده تمرات يأكلهن : بخ بخ ، أفما بيني وبين أن أدخل الجنة إلا أن يقتلني هؤلاء ؟ ثم قذف التمرات من يده وأخذ سيفه وقاتل القوم حتى قتل .

وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم الصفوف حتى أن عليا قال عنه فيما بعد: ما كان منا من أحد أقرب الى العدو منه ، فأخذ رسول الله يحض أصحابه على القتال ويستنفرهم ويرفع روحهم المعنوية ويبشرهم بوعد الله والنصر ، وأخذ يستثير مشاعرهم الايمانية فانهال المسلمون على قريش يحصون صناديدهم ويأسرون أبطالهم ، وحمل معاذ بن عمرو بن الجموح على أبي جهل فضربه فقطع ساقه.

وما لبثت الهزيمة أن حاقت بالمشركين الذين فروا من ساحة القتال لا يلوون على أحد مخلفين ورائهم ما يقارب سبعين قتيلا ومثلهم أسرى . أما خسائر المسلمين فقد بلغت أربعة عشر شهيدا ستة من المهاجرين وثمانية من الأنصار ، والتمس الرسول صلى الله عليه وسلم رأس أبي جهل فجاء بها عبدالله بن مسعود فحمد الله ثم أمر أن يطرح قتلى المشركين في قليب قريب .. وسمعه أصحابه في جوف الليل وهو يقول :(يا أهل القليب ، يا عتبة بن ربيعة ويا شيبة بن ربيعة ويا أمية بن خلف ، ويا أبا جهل هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقا فإني وجدت ما وعدني ربي حقا ؟) فسأله أصحابه : يا رسول الله أتنادي قوما قد جيفوا ؟ قال : ما أنتم بأسمع لما أقول منهم ولكنهم لا يستطيعون أن يجيبوني .

بعث النبي عبدالله بن رواحة وزيد بن حارثة الى المدينة ليبشروا أهلها بانتصار المسلمين على السواء . وما أن وصل المدينة حتى فرق الأسارى بين أصحابه وقال : استوصوا بالأسارى خيرا ، وما لبثت قريش أن بعثت في فداء أسراهم ، ففودي كل أسير بين الألف والأربعة آلاف درهم ومن لم يكن منهم يملك شيئا من عليه النبي صلى الله عليه وسلم .

أسباب انتصار المسلمين في معركة بدر الكبرى

هناك أسباب عديدة كانت السبب في انتصار القلة على الكثرة في معركة بدر الحاسمة ، وتتلخص هذه الأسباب التى تعد الأسباب النموذجية التي تفسر لنا الكثير من الانتصارات التى حققها المسلمون ضد أعدائهم الذين يفوقونهم عدة وعتاد وهذ الأسباب :

القيادة الموحدة : كان الرسول عليه الصلاة والسلام هو القائد العام للمسلمين ، وكان المسلمون يعملون تحت قيادته وحكمته يوجههم بعمل حاسم في الوقت الحاسم وهذا واجب القائد الكفء والذي يجب أن تكون فيه ضبط الأعصاب في الشدائد وشجاعة نادرة في المواقف ، ومساواة لنفسه مع أصحابه ، واستشارة في كل عمل حاسم .

التعبئة الجديدة : طبق فيها الرسول عليه الصلاة والسلام (مسير الاقتراب) في حرب الصحراء ، حيث استفاد من دوريات الاستطلاع للحصول على المعلومات ، وتقسيم الجيش وتنظيمه ورص صفوفه ، وتلك هي الأساليب الصحيحة لتشكيلات مسير الاقتراب في حرب الصحراء وكان قتال المسلمين باسلوب الصفوف اما قتال المشركين فكان بأسلوب الكر والفر .

العقيدة الراسخة : وهذا رأيناه في جواب المهاجرين والأنصار للرسول حين استشارهم في قتال قريش ، فقد كانت أهدافهم واضحة هي حماية الدعوة الاسلامية وحتى تكون كلمة الله هي العليا .

المعنويات العالية : شجع النبي أصحابه قبل القتال وأثناءه وقوى معنوياتهم حتى لا يكترثوا بتفوق قريش عليهم عددا ، فبدون المعنويات العالية لن يتحقق النصر ولوكان عددهم وعتادهم يفوق الخيال .

نتائج غزوة بدر الكبرى

  • تهديد طرق التجارة للمكيين التي هي عصب حياتهم.
  • ضعف هيبة مكة ونفوذها الذي كان مسيطرا على العرب .
  • نمو قوة المسلمين وتعزيز دولتهم في المدينة .
  • فتح المجال لنشر الدعوة الاسلامية .
  • ازدياد التضامن بين المهاجرين والأنصار قوة وتماسكا 
  • تشريع خمس الغنائم لبيت مال المسلمين لمساعدة الطبقات المحتاجة والانفاق في سبيل مصالح المسلمين.


تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

الاسمبريد إلكترونيرسالة