قصص فيها العبرة
القصة الأولى : الحج
كان هناك رجلا معروف بالإيمان الماثل بقلبه،
كان يعمل معالج فيزيائي بإحدى المستشفيات الخاصة، كان يتوق لزيارة البيت الحرام، قضى
ثلاثين سنة من عمره حتى استطاع أن يوفر تكاليف الذهاب إلى الأرض المقدسة، وبينما وهو
يستلم راتبه الشهري من قسم المحاسبة بالمستشفى قابل والدة أحد مرضاه، فسلم عليها وسألها
عن حال ابنها، ولكنها فاجأته بأنها جاءت اليوم لإخراجه من المستشفى حيث أنه بعد فقدان
والده لوظيفته لن يستطيعا تحمل تكاليف العلاج الباهظة؛
وقف الرجل في حيرة من أمره، فهو بين نارين
حال الوالدة الذي قطع قلبه وحال اشتياقه لبيت ربه، وفي الأخير نظر إلى السماء مخاطبا
ربه :” يا ربي إنك الأعلم بحالي، فكم من أيام طوال انقضت وأنا أجاهد أملا في بلوغي
إلى فرصة لأحج واعتمر، ولكن هذه السيدة المسكينة وابنها المريض أحق مني بالمال”، فدفع
المال إلى المختصين بالمستشفى وطلب منهم ألا يعلم أحد بما فعل حتى والدة مريضه، وقد
كان المال يكفي العلاج ولمدة ستة أشهر مقبلة؛ وعندما استقر بمنزله بعد عمله، خلد إلى
النوم ليستريح، وأول ما وضع رأسه فاضت عينيه بالدموع الغزيرة تحسرا على فقدان أمله
المرتجى .
فجاءته رؤيا بمنامه إذ رأى أهل السماء يهنئونه بالحج،
فاستيقظ فرحا إذ بشره رب العباد برضاه عنه وعن ما فعله، ولكن الله هو الكريم، جاءت
الرجل مكالمة تليفونية يبلغه فيها مديره بالمستشفى بأن الطبيب الخاص برب عملهم وولي
نعمتهم اعتذر عن عدم قدرته على الذهاب مع رب العمل إلى الحج بسبب زوجته الحامل التي
قرب ميعاد وضعها، وأن مديره رشحه للذهاب بدلا عن الطبيب، وأنه يجب عليه أن ينجز في
إتمام جميع استعداداته لأن الوقت قد أزف؛.
فرح الرجل فرحا شديدا وحمد الله العليم بأحوال عباده،
والمدبر لهم أمورهم أحسن تدبير؛ وأتم الله على عبده نعمته إذ ألقى بقلب رب العمل محبة
الرجل، فجعله يحب مجالسته والحديث معه، وذات يوم أخبر الرجل رب عمله بقصة الوالدة العاجزة
عن معالجة ابنها، وعن أبيه الذي فقد عمله؛ فقرر رب العمل أن يخصص قسما خاصا بالمستشفى
لمساعدة المحتاجين، وأنه سيوظف والد الابن بإحدى شركاته، وبنهاية رحلة الحج أمر رب
العمل بصرف مكافئة مجزية للرجل اعترافا بتأدية واجباته بكل إخلاص، كما عرض عليه أن
يصبح مستشاره الخاص بكل شئون عمله إذ عبر له عن مدى احتياجه لشخصية مثله، هل جزاء الإحسان
إلا الإحسان؟!
القصة الثانية : الشاب الأمين
في أحد المولات التجارية كان هناك رجل يشتري
بعض حاجاته، فمر به شاب صغير وذهب إلى كابينة الهاتف ليجرى مكالمة، كان الفتى يتصل ويغلق الخط أكثر من مرة
مما أثار فضول الرجل فذهب واقترب من مكان وجود الشاب.
وحينما اقترب الرجل من كابينة الهاتف سمع
الشاب يتصل بسيدة ويلح عليها كي يعمل عندها، ويقول لها أنه سيؤدي عمله أفضل من أي شخص
آخر، حينها شعر الرجل بالشفق على الشاب فقرر ان يقوم بمساعدته، وفور انتهاء الشاب من
مكالمته عرض عليه الرجل أن يعمل عنده.
فرفض الشاب بكل أدب وأخبره أنه لديه عمل
بالفعل، فسأله الرجل وقال له لقد سمعتك تتحدث منذ قليل وتطلب من سيدة أن جعلك تعمل
عندها، قال الفتى أنه يعمل لدى تلك السيدة بالفعل وأن اتصاله لكي يعلم مدى جودة تأديته
لعمله، فلو كان لا يتقن عمله لقبلت أن تجعل شخص آخر يعمل بدلا منه.
القصة الثالثة : الشاب الصابر
هذا الشاب كانت كل أسباب الدنيا والحياة
بعيدة عنه وتُدْبِر عنه بالميل والذراع، وكان هذا الشاب يعيش في ضنك شديد جدًّا وحالته
صعبة إلى حد بعيد وإلى أقصى درجة، وكان من ابتلاء الله له أن يرى أمامه أن بعض الوظائف
تتيسر أمامه وظائف كثيرة وفيها مال كثير ولكن هذه الوظائف إذا قيست بميزان الشرع فإنها
وظائف محرمة غير مقبولة شرعًا.
فكان كلما جاءت وظيفة أمامه ذهب إلى أحد
الشيوخ ليسأله عن حكم الله تعالى في هذه الوظيفة، والشيخ ينظر إلى حاله الشديد وحالته
المتعسرة ويشفق عليه إشفاقًا كبيرًا ولكنه في نهاية الأمر يضع الأمر بميزان الشرع فيرى
أن العمل محرم ولا يجوز بحال من الأحوال، فيفتي الشاب بعدم جواز هذا العمل، فيذهب الشاب
ويعود إلى الشيخ مرة أخرى بعد عدة أيام بوظيفة جديدة ويستفتيه فيها فيفتيه الشيخ بأن
هذا العمل أيضًا غير موافق للشرع، والشيخ يشفق على هذا الشاب إشفاقًا كبيرًا، وفي المرة
الثالثة أيضًا يفعل ذلك والشيخ يقول له: إن العمل لا يجوز.
ويظل الشيخ يشفق على هذا الشاب وعلى مدى
صدقه مع الله لدرجة أنه كل مرة يستفتيه والشيخ يرد عليه بعدم الجواز فيمتثل الشاب ولا
يعمل في هذه الوظيفة مع علمه بحاجته الشديدة إلى العمل، فهو لم يتزوج بعدُ ويريد المال
ليعفَّ نفسه، فكان هذا الشاب على درجة كبيرة جدًّا من الصبر على هذا البلاء رغم شدته
وفقره وهوان حاله ورقة أمره.
وتمر الأيام يومًا بعد آخر والشاب في ضيق
شديد والأبواب في وجهه مُقْفَلة حتى في يوم من الأيام يفتح الله له بابًا من الرزق
الحلال الطاهر الذي لا تشوبه شائبة، وكان لا يظن أن يأتيه العمل من هذا الباب أبدًا
ولكن الله عز وجل يسر له الأمور نظير صدقه وإخلاصه وطلبه للحلال، فهذا الشاب لم يستعجل
الحرام أبدًا فجازاه الله تعالى بالرزق الوفير الحلال، ثم انتقل الشاب إلى المدينة
وخطب فتاة ديِّنة وتزوجها، وفتح الله عليه من أبواب رزقه الشيء الكثير ورزقه بالولد
الكثير، وعاد إلى بلده ومسقط رأسه فاشترى به قصرًا كبيرًا، وكان هذا من توفيق الله
تعالى له نظير ما اجتهد في حياته وأنه ظل يأبى أن يعمل حتى يوفقه الله للعمل الحلال
الطيب.
هذه كانت قصة اليوم، قصة الشاب الفقير الذي
أدبرت عنه الدنيا فلم يستعجل الحرام، هذا الشاب يجب أن يكون نموذج يحتذيه كل الشباب
ألا يستعجلوا الحرام إذا ضاق عليهم الحلال، فليطرقوا أبواب الحلال طرقًا وليبتعدوا
عن الحرام، وسيأتي الله تعالى بالرزق لا محالة، فالله تعالى هو الذي تكفل بالأرزاق
وهو الذي يقدر لكل إنسان نصيبه من الدنيا ومن الآخر، فلا يتعمد الإنسان أن يستخرج ما
له من حرام وهو يستطيع أن يستخرجه من حلال،
فالله تعالى لا يضيق على عباده إلا لحكمة
يعلمها سبحانه وتعالى، وعلى الإنسان أن يصبر لحكم ربه ولا ييأس، فإنه لا ييأس من روح
الله إلا القوم الكافرون، فعلى الإنسان أن يشتد في السعي والعمل والاجتهاد والكد، والله
عز وجل ييسر له طرق الحلال والرزق.
شكرا للقراءة ،،،
قصص رائعة
ردحذفقصص جميلة جدا
ردحذفدام رقيكم ونألفكم
ردحذفكل التقدير لكم
ردحذفقصص جميلة
ردحذفموفقين
ردحذفاستمروا في النشر
ردحذفموفقين
ردحذفمن نجاح لنجاح
ردحذفسلمت أياديكم
ردحذف